فؤاد حسين .. الطائر الذي يغرد خارج سرب بغداد

الجميع يعلم قرب وولاء وزير الخارجية الحالي فؤاد حسين، من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، والجميع يعلم ان حسين (حاله حال الاخرين في الحزب)، ان اولويتهم في الولاء هو للاقليم وليس للعراق رغم تقلدهم مناصب رفيعة للدولة العراقية.

وهذه المناصب التي تقلدوها في بغداد ليست بالنسبة لهم الا استحقاقات فرضتها سياسة المحاصصة التي سارت عليها الدولة العراقية منذ الاحتلال لحد الان، وكلنا شهدنا هذه المواقف ابان اعلان اقليم كردستان انفصاله عن العراق في الاستفتاء الذي طبق في 25 ايلول من العام 2017 في فترة ولاية رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي.

اذن هل نتوقع ان يتخذ فؤاد حسين وغيره من القيادات الكردية صاحبة الولاء لبارزاني مواقف تنسجم مع الدولة العراقية، وهل نتوقع ان تقف هذه القيادات مع العراق لو خيرت بينه وبين الاقليم؟

فهناك مواقف قديمة وحديثة كثيرة لفؤاد حسين في كثير من الملفات تسير باتجاه التناقض مع التوجه العام للحكومة العراقية رغم انه جزء مهم من الحكومة ويتقلد اهم منصب فيها بقيادته للملف الخارجي العراقية، على سبيل المثال ملف التواجد العسكري الاجنبي في العراق.

فعلى سبيل المثال في العام 2020، كلن فؤاد حسين يماطل بهذا الملف ويتخذ مواقف شخصية تنسجم مع الاقليم رغم رغبة العراق باخراج هذه القوات.

وفي حينها اتهم عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي، وزارة الخارجية بالتسويف بشأن ملف خروج القوات الأجنبية.

وقال الموسوي إن “وزير الخارجية فؤاد حسين لم يرد على مخاطبات لجنة العلاقات الخارجية منذ اكثر من اسبوعين بشان الوجود الاجنبي “.

وأضاف، أن “ملف خروج القوات بالغ الخطورة ونحذر من تسويف خروجها من الأراضي العراقية”.

وهذا الامر تكرر مع التوغل التركي العميق في الاراضي العراقية في اقليم كردستان، من خلال اتخاذ حسين الصمت ازاء هذا التوغل.

واحتلت القوات التركية مساحات واسعة في محافظة دهوك شمالي العراق، بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني.

وسيطرت القوات التركية على اكثر من نصف مساحة محافظة دهوك تحت مرأى ومسمع حكومة إقليم كردستان.

وانتقد تحالف الفتح، موقف وزير الخارجية فؤاد حسين بشأن الاحتلال التركي للاراضي العراقية في محافظة دهوك باقليم كردستان.

وقال عضو التحالف علي الفتلاوي، لوكالة /المعلومة/، ان "موقف حسين يتواءم مع موقف الحزب الديمقراطي الحاكم في الإقليم الذي ينتمي اليه، وكذلك حكومة كردستان اللتان بقيتا صامتتان عن الانتهاكات التركية".

واضاف، ان "دل هذا الامر على شيء فانه يدل على وجود مصلحة بين أربيل وانقرة تدفع حكومة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الى الصمت على ما يجري".

واضاف، ان "وزارة الخارجية لم تخرج بموقف او بيان شديد اللهجة بخصوص استمرار الانتهاكات التركية، مؤكدا "مواصلة القوات التركية عمليات التوغل داخل الأراضي العراقية وسط صمت من حكومتي بغداد واربيل".

وبين ان "تركيا لا تنفذ عمليات عسكرية فقط داخل العراق بل انها تقوم باحتلال الأراضي العراقية تحت مرأى ومسمع الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان".

وهنا يحق للجميع ان يتساءل ما هو موقف الحكومة العراقية مع هذه المواقف لوزير الخارجية فؤاد حسين، وهل تستطيع الحكومة محاسبته؟.انتهى25ن