النوم القهري.. اضطراب يصعب علاجه
يُعرَّف النّوم القهري أو Narcolepsy بانّه اضطراب عصبيّ يُؤثّر على قدرة الدماغ في تنظيم دورات النّوم والاستيقاظ بشكل طبيعيّ. وتأتي تسميته نتيجة لحاجة الأشخاص القهرية والملحة للنّوم وعدم القدرة على التّحكم بها أو مقاومتها. وبالرّغم من أنّ هذا المرض لا يرتبط بمرحلةٍ عمريّة محدّدة، إلّا أنّه يظهرُ بوتيرةٍ أكبر لدى الشّباب. كما ترافقه مخاطر كبيرة على الصّحة في حال عدم معالجته. امعرفة المزيد عن هذا الاضطراب وأسبابه .
أبرز أعرضه
إنه قد يظنّ المصاب بهذا الاضراب أنّ الاعراض الّتي يشعر بها هي مجرّد أمور عاديّة وعابرة فيتعايش معها لسنواتٍ. لذا إليكم أبرز أعراض النّوم القهري: النعاس المفرط: يشعر المريض بالنّعاس الشديد أثناء النّهار ويضطّر إلى النّوم بشكل مفاجئ، دون الاكتراث للوقت أوالمكان.
المشاعر القويّة والانفعلات: تتحكّم بالمصاب موجة من المشاعر والانفعالات مثل الضحك الشديد أو الغضب. ويمكن لهذه الأخيرة أن تتراوح من التلعثم البسيط إلى الانهيارالكامل للعضلات. شلل النّوم: أي عدم القدرة على التّحرّك أوالتحدث عند الاستيقاظ، وهذه الحالة تستمرّ لدقائق معدودة.
ويمكن أن يكون هذا الأمر مخيفًا لبعض الاشخاص، فيربطونه بأشياء روحانيّة. الهلوسة: ما يعني رؤية أو سماع أشياء غير موجودة لدى الاستيقاظ من النّوم.
أسباب النّوم القهري
رغم غياب الدقّة في تحديد الاسباب العلمية للنّوم القهري، يُرجّح بعض العلماء إلى أنّ أحد أسباب الاصابة بالنّوم القهري سببها النقص في إنتاج مادتي الهيبوكريتين والاوكسين.
الاولى مادّة كيميائيّة موجودة في الدّماغ تساعد في تنظيم دورة النّوم. أمّا الثانية، فتعمل على تحفيز اليقظة عند الانسان.
كما يُشار إلى أنّ العوامل الوراثيّة والبيئية قد تلعب دورًا مهمًّا في ذلك.
تشخيص حالة النّوم القهري
ليتمّ التشخيص بهذا الاضطراب، يقوم الطبيب باختباراتٍ عدّة منها: فحوصات النّوم: يقوم الطبيب بتسجيل نمط النّوم لمدّة أسبوعين أو قضاء ليلة في مركز فحوص النوم، لدراسة حالة النّوم، عبر قياس موجات الدماغ، سرعة دقّات القلب، معدلات التّنفس والمدّة الّي يستغرقها الشخص ليغفو أثناء النّهار.
اختبار اللاتروبين: يقوم الطبيب باجراء هذا الاختبار للمريض من أجل قياس مادّة اللاتروبين المرتبطة بالنّوم.
ما هو العلاج؟
ليس هناك علاج فعّال، إلى حدّ الآن، لهذا الاضطراب ولكن يمكن التّحكم بهذه الاعراض من خلال تناول بعض الادوية كالمنبهات الّتي تُحفز الجهاز العصبي المركزي ومضادات الاكتئاب للتحكم بالانفعالات.
بالاضافة إلى تغيير نمط الحياة من خلال تنظيم جدولة النّوم وأخذ قيلولة قصيرة أثناء النّهار. وبالطّبع، لابدّ من تجنّب الكافيين والنيكوتين قبل الخلود إلى النّوم.
كيف نتعايش مع هذا الاضطراب؟
إذا كان علاج النّوم القهري غير متوفّر فالتعايش هو أفضل ما يمكن أن يقوم به المريض، وذلك من خلال:
• التوعية حول هذا الاضطراب.
• إخبار الأهل والاصدقاء بما نشعر به.
• العيش في بيئة الآمنة خالية من قدر الامكان من الاضرار وكلّ ما يمكن أن يؤدي إلى الانفعال.
• تجنّب الأعمال الخطرة كالقيادة في حال النعاس.
• الاحاطة بمصدر دعم أو أشخاص يعانون من الاضطراب نفسه ويمكنهم أن يقترحوا سبلًا للتأقلم مع هذا الاضطراب.