موسوعة الأخبار موسوعة مفقودات العراق موسوعة وظائف العراق طقس العراق
مواضيع الأخبار
مصادر الأخبار
إتصال بنا
أو طلب إعلانات
Baghdad
موقع سكاي العراق

موقع سكاي العراق اليوم 12 خبر

نزوح ومخاوف من "توتر طائفي".. غضب لبناني يتصاعد ضد حزب الله

نزوح ومخاوف من "توتر طائفي".. غضب لبناني يتصاعد ضد حزب الله

تعالت أصوات لبنانيين خلال الأيام الأخيرة، التي تنتقد التصعيد العنيف بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، معبرة عن شعور بالإحباط واليأس إزاء استمرار الحرب، وتأثيرها الكارثي على الشعب بمختلف طوائفه. ويعكس التقاطع بين تقريرين نشرتهما صحيفتا "نيويورك تايمز" الأميركية و"التايمز" البريطانية، صورة معقدة لموقف اللبنانيين من الحرب الحالية، فهناك غضب واضح ومتزايد بين العديد منهم، ومن مختلف الطوائف،تجاه جماعة حزب الله وقرارها بالاستمرار في الصراع، الذي يرون أنه يؤدي إلى دمار البلاد.

وفي الوقت نفسه، تظل الجماعة المدعومة من إيران، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، مدعومة في بعض الأوساط، خاصة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أي في معقلها.

"ليست حربنا"

في تقرير "نيويورك تايمز"، ركزت الصحيفة على الشهادات المتنوعة التي جاءت من مواطنين من مختلف أطياف المجتمع، حيث عبر العديد عن رفضهم للزج بلبنان في هذا الصراع، الذي يرون أنه "ليس حربهم".

وفي هذا الصدد، عبرت رنا خليل، التي تمتلك متجرا في بيروت، عن استيائها، قائلة: "نحن الذين نصاب، نحن الذين نقتل"، مشيرة إلى أن الحرب لا تجلب سوى الدمار للبنانيين. وهذه الشهادة تكررت في عدة مناطق من لبنان، خاصة في المناطق المسيحية مثل عنايا، حيث قال إبراهيم إبراهيم، الذي يملك أيضا متجر بقالة: "هذا الصراع في الأساس بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لماذا يتعين على اللبنانيين أن يدفعوا الثمن؟".

وفي حين يستمر حزب الله في الدفاع عن أفعاله بالقول إنه يقاتل من أجل "حماية البلاد"، يشعر كثير من اللبنانيين بأن الحزب يغرق البلاد في كارثة أخرى، بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية.

وفي هذا الصدد، تساءل إبراهيم: "لماذا يجب على لبنان أن يكون ساحة حرب لكل صراع في المنطقة؟". وهنا يظهر بوضوح انفصال حزب الله عن الكثير من اللبنانيين، الذين يرون أن الجماعة المدعومة من إيران، لا تقودهم إلا إلى دمار جديد.

نزوح ومخاوف من "توتر طائفي"

التقارير لم تقتصر فقط على الغضب تجاه الحرب، بل سلطت الضوء أيضًا على "التوترات الطائفية"، بسبب تهجير مئات الآلاف من اللبنانيين. ففي المناطق ذات الأغلبية المسيحية، مثل بلدة مشمش بمحافظة جبل لبنان، بدأ الناس يتحدثون عن مخاوفهم من أن "يؤدي وجود النازحين الشيعة إلى زيادة التوترات الطائفية".

وهنا يقول بسام صوما، الذي يبيع الخبز في بلدة مشمش، للصحيفة الأميركية: "لم نتعلم كيف نعيش مع بعضنا البعض". وفي صيدا، التي تؤوي العديد من النازحين من الجنوب، يتصاعد القلق بين السكان المحليين من احتمالية وجود مقاتلين من حزب الله بين المدنيين.

وأشار سهيل زنتوت في حديثه إلى "التايمز"، إلى أن "وجود عضو واحد من حزب الله يشكل تهديدًا للمبنى بأكمله"، مما يعكس مدى تعقيد الوضع الأمني والاجتماعي في المناطق المستضيفة للنازحين. من ناحية أخرى، يظل حزب الله مدعومًا في بعض المناطق التي تعتبر معاقل تقليدية له، خاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.

وقد تناول تقرير "التايمز" البريطانية هذا الجانب، حيث نقلت الصحيفة عن علي زريق، وهو مقاتل فنون قتالية مختلطة، أن حزب الله "ليس مجرد جماعة أو حزب، إنه ثقافة".

وهنا يُظهر التقرير كيف أن حزب الله يُنظر إليه في بعض الأوساط على أنه "الجهة الوحيدة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتحمي لبنان". لكن حتى في معاقل الحزب، فقد بدأت بعض الأصوات تعبر عن إحباطها. ففي جنوب لبنان، حيث تنتشر صور قتلى حزب الله في الشوارع، شهدت مراسلة صحيفة "التايمز" ، لويز كالاهان، حادثة واجهت فيها أم ثكلى مسؤولاً من حزب الله، رافضة تلقي تعازيه قائلة: "هذا كله خطؤكم".

وحسب الصحيفة ، تعكس تلك اللحظة بوضوح "مدى التحول في بعض الأوساط اللبنانية"، التي كانت في السابق تتعاطف مع الحزب. ومن أكثر الشهادات تأثيرًا في تقرير" التايمز" كانت تلك التي وثقت حجم الدمار الذي لحق بعائلات اللبنانية نتيجة استهداف مبنى في قرية عين الدلب، جنوبي البلاد، قبل نحو 7 أيام. وحفرت المقابر الجماعية لعائلات بأكملها، مثل الأسرة التي فقدت أمًا وابنتها الصغيرة في تلك القرية، فالمشهد كما تصفه كالاهان، كان مأساويًا للغاية، حيث توفي 43 شخصًا في غارة واحدة، ودمرت مباني سكنية بأكملها. كما نقل التقرير عن رجل شاهد "أطفالاً لم يتبق لهم سوى نصف رؤوسهم"، وهي صورة مروعة تعكس بشاعة الدمار.

في المقابل، يشعر بعض النازحين باليأس من حرب يرون أنها "لا تخدم مصالحهم ولا مصالح الشعب الفلسطيني". وفي هذا المنحى تقول أم شيعية لثلاثة أطفال من الجنوب: "نحن لسنا بحاجة إلى هذه الحرب. إنها لا تساعد الناس في غزة. إنها لا تساعدنا".

ورغم الانتقادات المتزايدة، لا يبدو أن حزب الله يتراجع عن موقفه، فعضو البرلمان عن الحزب، حسن عز الدين، زعم في مقابلة مع "التايمز"، أن الحزب "ما زال يتمتع بدعم شعبي واسع"، مشيرًا إلى أن "الضربات الإسرائيلية لم تفعل سوى زيادة شعبيتنا".

لكن هذا التقييم يبدو متناقضًا مع الشهادات التي نقلتها الصحيفتان، حيث أبدى العديد من اللبنانيين شعورًا بالإحباط والرفض لاستمرار الحرب.

مصدر الخبر