مجرم مطلوب للقضاء العراقي.. تهنئة رشيد والسوداني لترامب تثير غضبا شعبيا واسعا

أثارت تهنئة رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، استياءً سياسياً وشعبياً كونه مطلوباً للقضاء العراقي بصفته المسؤول الأول عن اغتيال قادة النصر الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

وانتهج ترامب سياسات عدائية تجاه العراق في دورته الرئاسية السابقة، وهدد بفرض عقوبات على العراق لـ"إعادته إلى العصر الحجري" كما تبجح آنذاك، كما انتهك سيادة العراق من خلال الهبوط في قاعدة عين الأسد والخروج منها دون إبلاغ السلطات العراقية أو اللقاء بأي من مسؤوليها.

ويتوقع مراقبون أن يعود ترامب لاتباع النهج ذاته مع العراق فيما لو عارض سياساته ورغباته الفجة خاصة في ظل التوترات الحادة التي تعيشها المنطقة جراء العدوان الصهيوني على غزة ولبنان واختراقه الأجواء العراقية.

ويقول السياسي سعد المطلبي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "إضعاف العراق يدخل ضمن المخططات الستراتيجية للولايات الأمريكية وهي الداعم الأول للكيان الصهيوني، وكلاهما ينفذان مؤامرة على العراق الذي يرفض التطبيع خلافاً للدول العربية المطبعة".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تعزز كذبها بكذبة أكبر من خلال الادعاء بأن وجود قواتها في العراق هو لحماية البلد من داعش الذي هو وليدهم وتحت رعايتهم ولا زال يتمتع بحمايتهم"؛ مبيناً أن "واشنطن جزءا مهما من أسباب عدم قدرة العراق على استعادة عافيته والنهوض في المنطقة، وسيبقى العراق في هذه الدائرة طالما استمرت بعض القوى السياسية في تفضيل مصالحها على مصحلة البلد".

من جانبه، استنكر عضو ائتلاف دولة القانون إبراهيم السكيني، اليوم الأربعاء، الموقف الحكومي المخالف لرغبات الشعب العراقي والناقم على الادارة الأميركية بتقديم التهنئة للرئيس المنتخب ترامب.

وقال السكيني في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "ترامب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية مجرم ومن غير المنطقي التعامل معه بشكل طبيعي"، معتبرا "موقف الحكومة بتهنئة ترامب استخفافا بدماء قادة النصر ومخالف لرغبات الشعب العراقي الناقم على الادارة الأميركية".

وطالب، "مجلس القضاء الاعلى والادعاء العام بالتعجيل بتنفيذ اوامر القاء القبض الصادرة بحق ترامب في حال زار العراق خلال المرحلة المقبلة"، مبينا ان " ترامب شخصية غير مرغوب بها وبالتالي فأن الكتل السياسية والائتلاف الحاكم للبلاد مطالب بتحديد موقفه وخطواته المقبلة تجاه هذه الشخصية".

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي رافد العطواني، اليوم الأربعاء، أن تهنئة رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني للمرشح الفائز بالانتخابات الأمريكية والمطلوب للقضاء العراقي في قضية جريمة المطار، دونالد ترامب، ستكون لها تداعيات شعبية وجماهيرية منددة.

وقال العطواني في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "تهنئة رشيد والسوداني لدونالد ترامب بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية وغض الطرف عن جريمته في اغتيال الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، سيكون لها تداعيات على المستوي الشعبي والجماهيري وستكون هناك ردة فعل من جمهور المقاومة".

وأضاف أن "قطع العلاقات مع الولايات المتحدة فيه صعوبة لأنها ستفرض علاقات على العراق إضافة لوجود أموال النفط العراقي في البنك الفيدرالي الأمريكي". انتهى 25 ب