حرب الدولار.. المعسكر الشرقي يفرض واقعا اقتصادياً جديداً مضاداً لسلاح واشنطن
تتخذ امريكا من عملتها الدولار سلاحاً اقتصادياً تتعامل به مع معظم الدول، حتى جعلت منه العملة العالمية الاولى، بحيث حصرت ايرادات النفط بالدولار عند بنكها الفيدرالي، وفرضت عقوبات على الدول التي تقف ضد سياساتها وابرزها روسيا والصين، مما دفع المعسكر الشرقي الى الذهاب والبحث عن ايجاد عملة عالمية جديدة لتقويض سيطرة امريكا على الاقتصاد العالمي.
عملة بريكس التي شرعت بايجادها روسيا والصين والبرازيل والهند ودول اخرى، تهدف الى انهاء الهيمنة الامريكية على الاموال، وابعاد الخطر المالي عن الدول التي فرضت عليها الادارة الامريكية عقوبات وعملت على تجميد اصولها، كما هو الحال مع روسيا والصين ودول اخرى، ما دفع نحو ايجاد نظام مالي جديد يخدم الدول الاقتصادية والنفطية التي تقف امريكا بالضد من سياساتها.
وقال عضو تحالف الفتح علي الزبيدي، لـ /المعلومة/، ان "امريكا تحكم العالم من خلال الدولار، حيث تعمل على طباعة هذه العملة العالمية وتسيطر من خلالها على مختلف انواع الايرادات النفطية وغير النفطية للكثير من الدول، الا انها ستنهار بشكل كبير وستسقط معها القوة التي تفرضها على العالم في حال نجاح عملة البريكس، حيث تعمل الصين في الوقت الراهن الى جانب كوريا الشمالية وروسيا وايران ودول اخرى، لايجاد قوة مالية عالمية جديدة، وبالتالي فأن عملة البريكس ستطيح بالدولار في المستقبل وذلك من خلال التحالف الاقتصادي العالمي بين الدول المذكورة، وهو امر يطيح بالاقتصاد الامريكي وقوة الدولار التي تتسلط بها واشنطن على باقي الدول".
وعلى صعيد متصل، يؤكد عضو اللجنة المالية النيابية، معين الكاظمي، ان "هناك تعاون كبير بين دول بريكست بهدف الابتعاد عن التعامل بالدولار، حيث ان هذا الامر سينعكس سلبا على الاقتصاد الاميركي وعملة الدولار لدى واشنطن".
من جانب اخر، قال سفير روسيا الاتحادية لدى العراق البروس كوتراشيف، ان "هناك وضوح كامل بضرورة ايجاد عملة بديلة عن الدولار، حيث ان بريكس ليس تحالفا ضد احد وليس ناديا مغلقا ومن يود الانضمام سنرحب به خصوصا ان مجموعة بريكس غير معادية"، لافتا الى ان "العراق لم يطلب الانضمام الى هذه المجموعة، اذ ستعمل اميركا على معاقبته بمجرد محاولة الدخول الى مجموعة بريكس، في وقت مازال فيه العراق غير مستعد لضربة اميركية في حال طلب الانضمام الى المجموعة".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حمل خلال اجتماعات قمة بريكس الـ 16، نسخة من عملة أطلق عليها عملة بريكس، وهو ما أثار ضجة إعلامية كبيرة في الغرب (دول أوروبا الغربية وأميركا)، حيث اكد ان "دول مجموعة بريكس بصدد الكشف عن عملتها الموحدة لكن لن يتم تطبيقها خلال القريب العاجل نظرا لأن هناك مفاوضات بين دول مجموعه البريكس على الانتهاء على توحيد الإطار القانوني في المقام الأول بعدما أعلنت مجموعة بريكس توسيع عضويتها بالموافقة على انضمام 10 "دول شريكة" جديدة في البيان الختامي للقمة في قازان".
وتسعى مجموعة البريكس الى تحقيق هدف يتمثل بالخروج من عباءة الدولار وهيمنته الاقتصادية، والتعامل فيما بينها إما بالعملات المحلية للدول الأعضاء أو بطرح عملة موحدة للمجموعة مستقبلا تضمن للدول الاستقلال الاقتصادي والمالي، والبعد عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة باستخدام الدولار على الدول. انتهى 25ن