صفقة القرن والاقليم السني .. مخططات يشترك بها ترامب والحلبوسي لخدمة الكيان

لم تكن صفقة القرن وليدة اللحظة، بل هو مخطط يراد منه تهجير الشعب الفلسطيني وتحويل أراضيه على بقعة غير صالحة للعيش، وهذا ماتم بالفعل في قطاع غزة، اذ لم يكن الغاية من الحرب الصهيونية هو مقاتلة المقاومة بل كان الهدف الأبرز هو التدمير والخراب وتحويلها الى ارض غير صالحة للسكان.
ويبدو ان ماقام به الكيان الصهيوني كان تمهيدا لوصول ترامب الى السلطة من اجل البدء بالمرحلة الأخرى لتنفيذ صفقة القرن عبر الضغط على مصر والأردن والعراق لتحديد أراضي للفلسطينيين من اجل العيش فيها، ولعل زيارة رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي الى أمريكا لم تكن بعيدة عن هذه الصفقة، خصوصا ان له اليد الطولى في الانبار من اجل خدمة المصلحة الصهيونية.
وبهذا الصدد يقول عضو تحالف الانبار المتحد، محمد الفهداوي، لـ /المعلومة/، ان "القرارات بشأن الوافدين من خارج البلاد تخضع لسلطة ومسؤولية الحكومة الاتحادية ولاسلطة للحكومات المحلية على هذه القرارات، وعلى الرغم من التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية الا ان اهل الانبار لايتقبلون عروضاً يراد منها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم باتجاه الدول الأخرى"، مضيفا ان "مسألة اقتطاع أراضي من العراق او من الانبار لمنحها للشعب الفلسطيني امر مرفوض، لان ذلك ان حصل فأنه سيكون على حساب مصلحة الشعب العراقي وأهالي الانبار، وبالتالي فأن الكيان الصهيوني منذ عام 1948 يواصل مخططه لتهجير الشعب الفلسطيني باتجاه ارض الشتات وبالتالي تمييع القضية الفلسطينية ويدفع باتجاه تجنسيهم كي لايبقي أي ذكر للمواطن الفلسطيني".
في حين رأى المحلل السياسي صباح العكيلي، خلال حديثه لـ /المعلومة/، ان "ذهاب الحلبوسي لزيارة امريكا ولدة ردة فعل وانتقادات كبيرة من البيت السني بالدرجة الاولى، كما ان بعض الاطراف السنية اكدت انه لايمثل المكون، اضافة الى ان غالبية ابناء المكون يرفضون التحركات الحلبوسية والمسعى لانشاء الاقليم السني، حيث ان معظم ابناء المكون يقفون الى جانب العراق الموحد وليس المقسم الى اقاليم، كما انهم يرفضون اي محاولة لاضعاف العراق او تقسيمه".
وكشف عضو تحالف الانبار المتحد احمد الدليمي لـ / المعلومة/ ان "رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي انفق اكثر من 5 ملايين دولار لتغطية زيارته الاخيرة الى امريكا ولقاءه بشخصيات صهيونية وجرى خلال الزيارة عقد اتفاقيات لم يتضح معالمها واتسمت بسرية تامة من جميع الاطراف، على الرغم من ان الحلبوسي لم يحصل على اي ضمانات لعدم شموله بقانون عقوبات الخزانة الامريكية لتضخم امواله التي وصلت الى نحو 5 مليارات دولار"، مردفاً ان "الحلبوسي استأجر طائرة خاصة خلال زيارته وحرمه الى امريكا وادارة مراسيم الزيارة شركة صهيونية، وانفق ايضا اموالا طائلة لتنظيم العديد من المؤتمرات السياسية والعشائرية في محافظة الانبار والمحافظات الشمالية وفي الاردن وتركيا لكسب التأييد الداخلي والخارجي لإقامة اقليم الانبار ضمن توجهات الادارة الامريكية لتقسيم العراق الى دويلات طائفية صغيرة ".
وكان رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، ديفيد هيرست، قد اوضح أن خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دولة أخرى، ليست وليدة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ونتاج لما حدث في طوفان الأقصى، لكن الأمر موجود في خطط الاحتلال منذ سنوات طويلة، قائلاً إنه "قبل عامٍ مضى، تواجد ثلاثة ساسةٍ سنيين عراقيين من محافظة الأنبار داخل أحد الفنادق الفاخرة المطلة على البحر الميت، وكان بصحبتهم عدد من المسؤولين الإسرائيليين، ولم يكن موضوع الحديث بينهم يدور عن فلسطين، بل كان يدور حول الأنبار"، مبينا ان "الإسرائيليين طرحوا السؤال الأهم الذي عُقِدَ الاجتماع من أجله في الأساس: "ماذا لو عرضنا عليكم 2.3 مليون فلسطيني؟"، وأوضح الجانب الإسرائيلي أن هؤلاء الفلسطينيين من السنة مثلهم، قائلين: "الفلسطينيون شعب كادح، ولديهم نفس ثقافتكم، كما أن وجود عدد أكبر من السنة في الأنبار قد يساعد في قلب موازين السنة والشيعة لصالحكم". انتهى 25ن