سجناء داعش.. العراق بين الضغوط الدولية والمخاوف المحلية

يواجه العراق مرحلة دقيقة في التعامل مع تركة الصراعات التي خلّفتها عصابات داعش، حيث يجد نفسه أمام تحدٍّ معقد يتمثل في إعادة استيعاب عدد من السجناء العراقيين المنتمين إلى هذه الجماعات الإرهابية، والذين كانوا محتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق سوريا.
تأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط أمريكية تهدف إلى تفكيك تلك السجون، التي تشكّل عبئًا سياسيًا وأمنيًا ليس فقط على العراق، بل على المنطقة بأسرها.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال لقائه مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، أن بغداد بدأت بالفعل باستقبال دفعات من هؤلاء المعتقلين ونقلهم إلى السجون العراقية. وتشير المعلومات إلى أن العراق يستعد لاستقبال نحو ألفي سجين خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يثير مخاوف من تداعيات أمنية محتملة قد تضع البلاد أمام تحديات كبيرة.
وبالحديث عن هذا الملف وصف النائب محمد البلداوي نقل المعتقلين من مخيمات الحسكة في سوريا إلى العراق بأنه "ورم خبيث" يهدد أمن العراق واستقراره.
ويقول البلداوي في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "الأوضاع في مخيم الهول وسجن الحسكة تمثل تهديدًا أمنيًا بالغ الخطورة، خاصة في ظل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتلقى دعمًا من الجيش الأمريكي والتحالف الدولي".
ويوضح ان "إعادة هؤلاء الإرهابيين من سجن الحسكة أو حتى من مخيم الهول، هم وعائلاتهم، إلى العراق يمثل تهديدًا أمنيًا جسيمًا، حيث سيكون بمثابة إدخال عناصر مدمرة إلى نسيج المجتمع العراقي، كالورم الخبيث الذي يفتك بالجسد السليم".
ويشير إلى أن "هناك مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة، حيث قامت الولايات المتحدة بدعم مجموعات مسلحة في مناطق مختلفة"، مؤكدًا أن "هناك تحركات مشبوهة في الفترة الاخيرة قد تؤدي إلى إطلاق سراح هؤلاء المحتجزين وتمكينهم من التوجه نحو الحدود العراقية".
ويؤكد "ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة لحماية الأمن الوطني العراقي ومنع أي تهديد محتمل قد ينتج عن تحركات هذه الجماعات في المستقبل".
الى ذلك كشفت لجنة الامن والدفاع النيابية عن متابعة بغداد ملف ستة سجون سورية لثلاثة أسباب.
ويقول مستشار لجنة الامن النيابية مصطفى عجيل إن "بغداد تتابع ملف السوري عن كثب لاهميته في المشهد العام بالمنطقة يرافقها وجود أكثر من 600 كم من الحدود المشتركة مع وجود مشتركات مهمة تتطلب اهتمام ومتابعة على مدار الوقت".
ويضيف، أن "بغداد تتابع باهتمام ملف من 6 سجون سورية تضم الآلاف من معتقلي داعش وباقي التنظيمات المتطرفة، بعضها تحت إدارة "قسد".
ويشير الى أن "أي فوضى تمس السجون التي تضم عتاة الارهاب في سوريا له ارتدادات على المنطقة ككل كونهم من مختلف الجنسيات".
ويبين، أن "متابعة ملف السجون يأتي لثلاثة أسباب مباشرة، هي أمن العراق وما قد ينتج عن هؤلاء من فوضى في أي منطقة موجودون فيها، حتى لو كانت في سوريا، إضافة إلى أهمية الحرص على إبقاء الارهابيين وراء القضبان بسبب افكارهم، ناهيك عن أي تهريب قد يعزز من قدرات التنظيم الذي ينشط فعليا في مناطق عدة من سوريا مؤخرا".
وأفاد رئيس جهاز المخابرات الوطني، حميد الشطري، في وقت سابق بأن هناك نحو 9 آلاف من عناصر داعش محتجزين في سجون الحسكة، من بينهم حوالي ألفي عنصر عراقي، وهم يخططون للعودة إلى العراق. انتهى 25د