موسوعة الأخبار موسوعة مفقودات العراق موسوعة وظائف العراق طقس العراق
مواضيع الأخبار
مصادر الأخبار
إتصال بنا
أو طلب إعلانات
Baghdad
موقع وكالة المعلومة

موقع وكالة المعلومة اليوم 121 خبر

"قنبلة دبلوماسية"..تضارب البيانات بين بغداد وواشنطن.. تباين في الروايات أم اختلاف في الأولويات؟

"قنبلة دبلوماسية"..تضارب البيانات بين بغداد وواشنطن.. تباين في الروايات أم اختلاف في الأولويات؟

في مشهد يعكس بوضوح حجم التباين في المصالح والرؤى بين بغداد وواشنطن، أثار الاختلاف الكبير بين بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبيان السفارة الأمريكية في بغداد بشأن المكالمة الهاتفية بين السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، موجة من التساؤلات حول مدى استقلالية القرار العراقي، وحقيقة ما دار في الاتصال الذي بدا أنه أكثر من مجرد “حوار بناء ومتبادل”، كما وصفه الجانب العراقي.

روايتان متناقضتان.. أيهما أقرب للحقيقة؟

مكتب رئيس الوزراء العراقي حرص على تقديم المكالمة الهاتفية بصيغة دبلوماسية هادئة، مؤكداً أن الحوار كان “متبادلاً وبنّاءً”، وأنه تناول مستقبل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، في إشارة توحي إلى أن اللقاء جاء في إطار التفاهمات الثنائية المتعارف عليها بين الحليفين التقليديين.

لكن في المقابل، جاء بيان السفارة الأمريكية في بغداد أكثر صراحة ووضوحاً، حيث كشف أن المكالمة لم تكن مجرد “حوار بناء”، بل تضمنت مطالب أمريكية صريحة، أبرزها ضرورة فتح خط أنابيب “جيهان” النفطي، ومنح الشركات الأمريكية الأولوية في الاستثمار، إضافة إلى موقف متشدد من العلاقة بين الجمهورية الإسلامية والعراق، حيث وصف بلينكن إيران بـتسميات بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية واستخفاف بسيادة العراق وعلاقاته مع جيرانه ”، وهو تصريح غير مسبوق قد يضع الحكومة العراقية في موقف محرج أمام الجارة الشرقية.

صمت مكتب السوداني.. عجز أم حسابات سياسية؟

المثير في الأمر أن مكتب السوداني لم يصدر أي رد فعل رسمي على البيان الأمريكي، وهو ما يفتح الباب أمام تكهنات متعددة. فهل كان الصمت تجنبًا للتصعيد مع واشنطن خوفًا من تداعيات سياسية واقتصادية قد تضر بمستقبل الحكومة؟ أم أن بغداد تدرك أن الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة قد يهدد استقرارها الداخلي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة؟

الأهم من ذلك، هل يتجنب السوداني الرد خوفًا على فرصه في الفوز بولاية ثانية، خصوصًا أنه يعتمد على التوازن الحذر بين كل الأطراف في العراق؟ فالمضي قدمًا في تنفيذ المطالب الأمريكية قد يثير غضب الرأي العام والشعبي ، بينما تجاهلها قد يؤدي إلى ضغوط أمريكية تؤثر على المشهد السياسي والاقتصادي العراقي.

الاختبار الصعب: هل يختار العراق طريقه؟

يجد السوداني نفسه اليوم في مفترق طرق حاسم؛ فإما أن يستجيب للضغوط الأمريكية، أو يتجاهل تلك المطالب، ما قد يترتب عليه تصعيد أمريكي اقتصادي أو حتى سياسي.

وفي الحالتين، يبدو أن بغداد أمام معادلة معقدة، حيث لا مجال لاتخاذ موقف يرضي جميع الأطراف.

يبقى السؤال الأهم: هل يمتلك السوداني الجرأة للرد بوضوح على ما ورد في البيان الأمريكي؟ أم أنه سيتجنب المواجهة، مكتفيًا بالصمت، على أمل أن تمر العاصفة دون خسائر كبرى؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مدى قدرة العراق على الحفاظ على استقلالية قراره السياسي في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة. انتهى / 25

مصدر الخبر