إرهاب جديد؟.. سجون داعش تحت سيطرة حكومة الجولاني

يشهد العراق تحديات أمنية وسياسية مستمرة، تتجسد في تصاعد الانقسامات الطائفية والتدخلات الإقليمية، التي تؤثر بشكل كبير على استقرار الدولة. الضغوط على الحكومة العراقية تتزايد من خلال محاولات لعرقلة القوانين الحيوية مثل قانون الحشد الشعبي، الذي يعد جزءًا أساسيًا لتعزيز المنظومة الأمنية. إضافة إلى ذلك، فإن نقل ملف سجون تنظيم داعش إلى حكومة الجولاني يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن العراقي، ويزيد من تعقيد الوضع الأمني.
*الاتفاقات الإقليمية
في هذا السياق، حذر المحلل الأمني عدنان الكناني من خطورة الاتفاق الذي أبرمته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع حكومة الجولاني بشأن تسليم إدارة السجون التي تضم عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا.
وقال الكناني، في تصريح لـ /المعلومة/، إن "هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، حيث تضم السجون أخطر قيادات داعش ممن شاركوا في عمليات إرهابية داخل العراق وسوريا". وأضاف أن "الجماعات المرتبطة بالجولاني تحمل عداءً كبيرًا للعراق، نتيجة للانتصارات التي حققتها القوات العراقية على الإرهاب".
وأكد على ضرورة أن "يكون العراق يقظًا تجاه هذه التطورات"، محذرًا من أن "إطلاق سراح هؤلاء العناصر أو تسهيل هروبهم قد يعيد داعش إلى الواجهة مجددًا، مما يهدد استقرار المنطقة".
*الخطابات الطائفية
منذ عام 2003، أصبحت الخطابات الطائفية جزءًا من المشهد السياسي في العراق بعد التغيرات السياسية التي تلت سقوط النظام السابق. هذه الخطابات تُستخدم أحيانًا من قبل بعض الشخصيات السياسية لتعزيز قوتهم، لكنها تساهم في تعزيز الانقسامات الاجتماعية وإضعاف الوحدة الوطنية. غالبًا ما تُستغل الطائفية كأداة لتحقيق أجندات خاصة على حساب مصلحة العراق، مما يعقد عملية بناء الدولة الوطنية.
*تهديدات الداخل
من جانبه، حذر النائب السابق عبد الهادي السعداوي من استمرار بعض الشخصيات السياسية في الترويج للخطابات الطائفية بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي. وقال السعداوي، في تصريح لـ "المعلومة"، إن "التصريحات الطائفية التي يروج لها بعض السياسيين لم تعد تنطلي على العراقيين"، مشددًا على أن "هناك شخصيات لها ارتباطات مباشرة بتنظيمات إرهابية، وتعمل وفق أجندات خارجية لخلق حالة من الفوضى وإضعاف الدولة العراقية". وأكد السعداوي أن "نقل ملف سجون داعش من إدارة قسد إلى حكومة الجولاني يمثل تهديدًا خطيرًا لأمن البلاد".
*الحاجة للوحدة
يتضح أن العراق يقف أمام مفترق طرق يتطلب توحيد الجهود الوطنية لمواجهة التدخلات الخارجية والمخططات التي تستهدف إضعاف الدولة وأمنها. إن الحفاظ على السيادة الوطنية ودعم مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الحشد الشعبي، هو السبيل الوحيد لضمان استقرار العراق وحماية مكتسباته الأمنية والسياسية. ومن الضروري أن تكون جميع القوى الوطنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولات تهدد مصلحة العراق وشعبه.انتهى25ز