دعوة الجولاني إلى بغداد تثير غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية والبرلمانية

أثارت الأنباء عن دعوة زعيم (هيئة تحرير الشام) أبو محمد الجولاني إلى بغداد موجة استنكار ورفض شديدين على المستويين الشعبي والنيابي، حيث اعتُبرت هذه الخطوة استفزازاً صارخاً لمشاعر العراقيين، لا سيما عوائل الشهداء الذين فقدوا أبناءهم بسبب الهجمات الإرهابية التي قادها ودعمها الجولاني عبر التنظيمات التكفيرية المسلحة.
ووصف نواب وسياسيون هذه الدعوة بأنها تمثل انتهاكاً لدماء الضحايا وتفتح الباب أمام محاولات تبييض صورة شخصية إرهابية متورطة في سفك دماء الأبرياء.
وأكدوا أن الحكومة العراقية يجب أن تراعي حساسية هذا الملف وألا تخضع لأي ضغوط خارجية، خصوصاً في ظل الحديث عن ضغوط أمريكية لتمرير الزيارة ضمن ترتيبات سياسية تهدف إلى إعادة تأهيل الجولاني على المستوى الإقليمي عبر وسائل الإعلام.
وبشأن الموضوع اكد السياسي المستقل عائد الهلالي، لـ/ المعلومة /، ان "هناك اراء تتحدث عن وجود ضغوط تمارس على الحكومة العراقية بشان زيارة الجولاني الى العراق وحضوره القمة العربية المزمع اقامتها في بغداد في ايار المقبل".
واضاف ان "هناك ضغوط بعضها يدفع باتجاه توجيه دعوة للجولاني واخرى ترفض وجود هكذا شخصية على الاراضي العراقية، ومن المرجح ان تكون القمة محددة وقد تترتب على ذلك مواقف من الدول العربية المشاركة فيها".
وبين ان "مسألة حضور الجولاني من عدمه يمثل شأناً عراقياً على الرغم من الضغوط التي تمارس في الوقت الراهن، اضافة الى ان الجولاني يعلم جيداً ان وجوده في العراق غير مرحب به اطلاقا وقد يحل شخصا اخر بديلا له في هذه القمة".
ومن جانبه أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، محمد الشمري، أن ما يُعرف بـ”الحكومة السورية المؤقتة” ليست سوى جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أن زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني انتقل من تنظيم القاعدة إلى داعش، بينما تستمر جرائمه بحق السوريين دون رادع.
وقال الشمري في تصريح لوكالة / المعلومة /، إن “جرائم الجولاني ضد العلويين في سوريا ما زالت متواصلة، في ظل غياب أي محاسبة دولية”، مضيفًا أن “الحكومة السورية المؤقتة باتت تعلن صراحة عن نهجها الطائفي الداعشي ضد الشيعة في سوريا”.
وأوضح أن “تنظيمات القاعدة وداعش والنصرة، رغم اختلاف أسمائها، لا تتخلى عن طبيعتها الإرهابية، وما تمارسه عصابات الجولاني يمثل تهديدًا خطيرًا للمنطقة بأكملها، خاصة للعراق، الذي قد يكون هدفًا مستقبليًا لتحركاتها”.
وأشار الشمري إلى أن “الأحداث الأخيرة بين عصابات الجولاني والعشائر اللبنانية تعكس دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة من التعقيد، ما يستدعي تحركا حاسما لمواجهة تداعياتها”.
وعبّر الشارع العراقي عن غضبه من هذه الخطوة، مشددين على أن العراق كان وما زال ضحية للإرهاب الذي مارسته هذه الجماعات، وأن استقبال مثل هذه الشخصيات يتعارض مع تضحيات القوات الأمنية والشعب العراقي في معركته ضد الإرهاب.
وبالحديث عن هذ الملف أكد النائب ثائر مخيف رفضه القاطع لاستقبال الجولاني في بغداد، مشددًا على أن العراق لن يسمح بمرور مثل هؤلاء المجرمين عبر أراضيه.
ويقول مخيف في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "الدعوة لحضور الجولاني لم تصدر من العراق، بل جاءت عبر جامعة الدول العربية، إلا أن بغداد لن تكون جزءًا من أي مخطط يمنح الشرعية لشخص متورط في الإرهاب".
ويدعو "مجلس النواب إلى عقد جلسة علنية لاتخاذ موقف واضح من هذه القضية"، مؤكدًا أن "بغداد لن تفرش السجادة الحمراء لاستقبال من تلطخت يداه بدماء الأبرياء".
ويذكر "نحن العراقيون، المضيفون لهذا المؤتمر، نرفض رفضًا قاطعًا قدوم هذا الشخص، وسنقف في وجهه حتى قبل وصوله إلى أرض العراق".
ويحذر من أن "استقبال الجولاني سيؤدي إلى توترات كبيرة داخل العراق، مؤكدًا أن بغداد لن تخضع لأي ضغوط إقليمية في هذا الشأن".
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة العراقية بشأن صحة هذه الدعوة أو تفاصيلها، وسط دعوات لرفض أي تحركات قد تمس بسيادة العراق أو تساهم في إعادة إنتاج قوى متطرفة تحت أي ذريعة.انتهى 25/س