إضعاف العراق من الداخل.. كيف تستخدم أمريكا الخلافات السياسية؟

شهد العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، حالة من عدم الاستقرار السياسي إذ عملت واشنطن على استغلال الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية لتحقيق أجنداتها ومصالحها في البلاد.
ولم يقتصر هذا التأثير على الجانب الأمني فحسب بل امتد ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية مما أدى إلى إضعاف الدولة العراقية ومؤسساتها.
ومنذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق فرضت واشنطن نفوذها على مختلف مفاصل الدولة ما جعل العراق يعاني من تدخل خارجي واضح في شؤونه الداخلية. ويؤكد مراقبون أن هذا الاحتلال لم يكن مجرد تواجد عسكري، بل كان مخططًا استراتيجياً لتقويض استقلال العراق والتحكم في قراراته السيادية.
وحول الموضوع أكد القيادي في منظمة بدر، محمد البياتي، في تصريح لوكالة / المعلومة /، أن "الاحتلال الأمريكي تسبب في إضعاف المؤسسات العراقية وجعلها غير قادرة على حماية سيادة البلاد"، مشيرًا إلى أن "واشنطن تستغل حالة الاختلاف السياسي بين المكونات العراقية لتحقيق أهدافها".
ولم يكن التدخل الأمريكي ليحقق أهدافه لولا وجود بعض الأطراف السياسية التي خضعت لإرادة واشنطن وساهمت في تمرير أجنداتها على حساب المصلحة الوطنية.
فالكثير من القوانين المهمة مثل قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي، تعرضت للتأجيل والتعطيل بسبب التدخلات الأمريكية وضغوط بعض القوى السياسية المتحالفة مع واشنطن.
وفي هذا السياق، يقول رئيس حركة وجود، محمد أبو سعيدة، في تصريح لوكالة / المعلومة /، من أن " الولايات المتحدة تستغل حالة التباين في المواقف داخل البيت السياسي العراقي من أجل تمرير مشاريعها، الأمر الذي أدى إلى عرقلة عمل البرلمان وتأخير إقرار القوانين الحيوية".
ونتيجة لهذا التدخل المستمر تعاني المؤسسات العراقية من ضعف واضح في أداء مهامها، حيث بات القرار العراقي مرهونًا بالإرادة الأمريكية.
ولم يقتصر الأمر على التدخل السياسي، بل امتد إلى الجانب الاقتصادي، حيث تسعى واشنطن للسيطرة على موارد العراق بما في ذلك ملف الطاقة من خلال مشاريع غير كافية مثل نقل الغاز من تركمانستان، والتي وصفها مراقبون بأنها حلول “خجولة” لا تلبي حاجة البلاد الفعلية.
وتمكنت الولايات المتحدة من ترسيخ وجودها في العراق عبر استغلال الانقسامات السياسية والتدخل في القرارات السيادية مما أدى إلى إضعاف الدولة ومؤسساتها.
وبينما تتزايد المطالبات بإنهاء النفوذ الأمريكي واستعادة القرار الوطني المستقل لا تزال بعض القوى السياسية تسير في فلك واشنطن ما يعرقل الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي للعراق.انتهى 25/س