عودة الإرهاب عبر بوابة السياسة.. ماذا يجري خلف الكواليس؟

في الوقت الذي يواجه فيه العراق تحديات أمنية وسياسية حساسة، برزت إلى الواجهة تقارير تكشف عن تحركات سرية بين شخصيات سياسية نافذة وزعيم جبهة النصرة الإرهابي "أبو محمد الجولاني". هذه التحركات، التي شملت اتفاقيات غير معلنة ولقاءات في سوريا، أثارت ردود فعل غاضبة من أطراف سياسية ونيابية عدّتها محاولات خطيرة لإعادة تلميع رموز الإرهاب وفتح الباب مجدداً لعودة الفكر المتطرف تحت غطاء سياسي.
*اتفاقيات سرية مع الارهابيين
وبشأن هذه الموضوع كشف عضو تحالف الأنبار المتحد محمد عبد الدليمي, أن أربع شخصيات سياسية تتسابق لخدمة الجولاني وجماعات الارهابية في العراق بصورة سرية وبمعزل على الحكومة المركزية .
وقال الدليمي في تصريح لوكالة / المعلومة/، ان " الجولاني ابرم اتفاقيات سرية لم يعلن عن مضمونها مع رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة السابق ورجل الاعمال خميس الخنجر والنائب السابق مشعان الجبوري ومسعود البارزاني على ان تتكفل هذه الشخصيات ترتيب زيارته الى بغداد ودعم حكومته فضلا عن ابرام صفقات سياسية وتجارية اتسمت بالسرية التامة كونها دون علم الحكومة المركزية ".
واضاف ان" الشخصيات الاربع اجرت اتصالات مكثفة مع الجولاني اعقبتها وصول الجبوري والخنجر ووفدين يمثلان البارزاني والحلبوسي الى سوريا ولقاءهم بقادة المجاميع الارهابية ، مبينا ان" الخنجر قدم معونة مالية تقدر بـ 160 مليون دولار للجولاني ضمن صفة سياسية وتجارية ابرمت بين الطرفين دون الاعلان عن مضمونها ".
واشار الدليمي الى ان " الخنجر له باع طويل في التعامل مع المجاميع الارهابية وكيفية دعمهم بالأموال والسلاح كما حصل مع تنظيم داعش الارهابي ابان سيطرة التنظيم الارهابي على عدد من محافظات العراق".
*تلميع صورة الجولاني
من جانبها هاجمت النائبة انتصار الجزائري، بعض الشخصيات السياسية التي أبدت ترحيبها بزيارة الإرهابي أبو محمد الجولاني إلى العراق، معتبرة هذا الترحيب دعماً مكشوفاً للإرهاب.
وقالت الجزائري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "بعض الجهات السياسية تعمل على تبييض صفحة الإرهاب من خلال الترحيب بقيادات إرهابية مطلوبة دولياً مثل أبو محمد الجولاني"، مؤكدة أن "خميس الخنجر كان أبرز المرحبين بهذه الزيارة المشبوهة".
وأضافت أن "الخنجر، الذي يفتقد إلى أي شرعية سياسية، معروف بدعمه المالي والإعلامي للجماعات الإرهابية التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي"، مشيرة إلى أن "تاريخه الملطخ بالدماء يجعله من أكثر الشخصيات السياسية رفضاً من قبل الشارع العراقي".
وتابعت الجزائري أن "محاولات إعادة تسويق الخنجر أو من يدور في فلكه لن تمر، لأن ذاكرة العراقيين لم تنسَ المآسي التي تسبب بها الإرهاب وداعموه"، داعية الجهات الأمنية والقضائية إلى "اتخاذ موقف واضح تجاه هذه الشخصيات التي تهدد الأمن الوطني وتفتح الأبواب لعودة الإرهاب من جديد".
* علامات استفهام
وبينما تتصاعد الاتهامات وتتسع دائرة الغضب الشعبي، يبقى الموقف الرسمي في دائرة الصمت، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى جدية الدولة في مواجهة هذه الملفات الحساسة. وفي ظل الأصوات النيابية الرافضة لتلك التحركات، تتجه الأنظار نحو الجهات القضائية والأمنية لاتخاذ إجراءات حاسمة تضمن حماية الأمن الوطني، وتمنع أي محاولات لإعادة تسويق الإرهاب بمسميات وتحالفات جديدة.انتهى25ز