صوتك سلاح الفرصة الاخيرة.. السلطة لا تُمنح بل تُنتزع عبر صناديق الاقتراع

تُعد الانتخابات البرلمانية العراقية المحطة الأهم في إعادة تشكيل السلطة السياسية وتحديد ملامح المرحلة المقبلة. ومع اقتراب موعد الانتخابات القادمة، تزداد التساؤلات حول مدى التزام القوى السياسية بإجرائها في وقتها المحدد، وسط مناخ سياسي متقلب، وتشكيك شعبي متزايد في نزاهة العملية الديمقراطية، خاصةً في ظل الأزمات الاقتصادية، والتجاذبات الإقليمية، والانقسام الداخلي.
قانون الانتخابات… هل يبقى؟
القانون الحالي المعتمد (قانون الدوائر المتعددة) أثار جدلًا واسعًا منذ اعتماده، خصوصًا أنه فُسّر على أنه يخدم المستقلين ويقلل من سيطرة الأحزاب التقليدية. ورغم محاولة بعض الكتل تعديله، إلا أن الوقت الضيق والانقسام البرلماني قد يدفعان باتجاه الاحتفاظ بالقانون الحالي مع بعض التعديلات الطفيفة. لكن هناك احتمال أن يطرأ تعديل في اللحظات الأخيرة، في حال حصل توافق سياسي، وهو أمر غير مضمون.
المشاركة الفاعلة… صوتك هو التغيير
في كل انتخابات، يكون المواطن هو “اللاعب الحاسم”، لكن في العراق تحديدًا، تتراجع نسب المشاركة بشكل واضح. ومع ذلك فان تحديث البطاقة البايومترية هو الخطوة الأولى نحو صنع التغيير، ومن دون تحديث البيانات، يُحرم المواطن من ممارسة حقه الأساسي ، وبالتالي فان المقاطعة لا تُضعف الفاسدين بل تُقويهم، لأنهم يضمنون أصوات قواعدهم.
رسالة أساسية:
من أراد التغيير فليبدأ بخطوة التحديث والمشاركة. فالسلطة لا تُمنح، بل تُنتزع عبر صناديق الاقتراع.
هل هناك بوادر أمل؟
رغم التشاؤم العام، إلا أن هناك نقاط مضيئة، منها زيادة وعي الشباب وتشكيل حركات مستقلة إضافة إلى دور المجتمع المدني والمراقبين الدوليين في تعزيز نزاهة الانتخابات.
ولهذا فان الانتخابات القادمة قد تكون الفرصة الأخيرة لكسر الحلقة المفرغة التي عاشها العراق لسنوات. وإما أن تكون انعكاسًا لإرادة التغيير الشعبي، أو أن تُعيد إنتاج ذات الوجوه والسياسات. الخيار الآن بيد المواطن… والتاريخ لا يرحم من يتنازل عن صوته.انتهى / 25