سياسي لبناني: إيران تجاوزت الحصار وتفرض توازنات جديدة على طاولة التفاوض

أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، الدكتور محمد هزيمة، اليوم الخميس، أن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران تمثل بداية لانفراج محتمل في أحد أطول ملفات العداء في العصر الحديث، والذي استمر لما يقارب خمسة عقود، مشيرًا إلى أن أي اتفاق بين الجانبين سيكون له أثر كبير على الاستقرار الإقليمي والدولي، خصوصا في ما يتعلق بأسواق الطاقة والاقتصاد العالمي.
وقال هزيمة في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "الصراع الإيراني الأمريكي مر بمحطات معقدة لم تكن لصالح البلدين ولا شعبيهما، بل ألحق أضراراً سياسية واقتصادية، وأسهم في تأجيج التوتر في منطقة الشرق الأوسط"، لافتًا إلى أن "القرار الغربي الذي سعى لعزل الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان له تأثير مباشر في تقلبات أسعار النفط والسياسات الإقليمية".
وأضاف أن "هناك قلقاً كبيراً داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية من نتائج هذه المفاوضات، في ظل محاولات مستمرة للتأثير على مسارها من خلال التهديدات أو عبر نفوذ اللوبيات الصهيونية داخل مراكز القرار الأمريكي، لا سيما ضمن ما يُعرف بـ(الحكومة العميقة)".
وأشار هزيمة إلى أن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تبنى بشكل دقيق توصيات الملياردير إيلون ماسك بشأن التعاطي مع إيران، التي باتت تُحسب كقوة إقليمية رئيسية لا يمكن تجاهلها، سواء من حيث الموقع الاستراتيجي أو الثقل السياسي في غرب آسيا، خصوصاً في ظل الحديث عن مواجهة محتملة مع الصين، حيث سيكون لإيران دور محوري".
وتابع أن "المفاوضات الجارية ساهمت في تهدئة أجواء التوتر في المنطقة، وانعكست إيجاباً على استقرار أسعار النفط، في ظل غياب نبرة التصعيد التي كانت سائدة في خطاب الإدارة الأمريكية السابقة، والتي أثبتت فشلها في التعامل مع إيران".
وختم هزيمة بالقول: إن "النتائج المرجوة من المفاوضات تعبّر عن رغبة مشتركة لدى طهران وواشنطن، لكن إيران ستبقى متمسكة بثوابتها وتحالفاتها، ولا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، كما أنها منفتحة على التعاون مع الجميع ضمن مبدأ احترام سيادة الدول وخيارات الشعوب، بانتظار قدرة الإدارة الأمريكية على ترجمة شعار (أمريكا أولاً) إلى فعل سياسي واقعي ومتوازن".انتهى/25ح