ملخص أبحاث مراكز الدراسات الأميركية
مراكز الدراسات والأبحاث الأميركية تهتم هذا الأسبوع بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها على خلفية الصراع مع إيران، وتتحدث عن قمة العشرين، وكذلك خسارة حزب العدالة والتنمية في تركيا رئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات البلدية الأخيرة.
أعرب المجلس الأميركي للسياسة الخارجية عن اعتقاده بأن "الولايات المتحدة تجد نفسها معزولة" عن حلفائها فيما يخص النزاع مع إيران، وستوفر قمة العشرين فرصة للرئيس ترامب لإعادة التواصل مع "الحلفاء المقربين".
وأضاف أن واشنطن "أرسلت نحو 1000 عنصر من القوات المسلحة للمنطقة، عقب تحميلها إيران مسؤولية الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط، بغية مراقبة نشاطات إيران وتوفير الحماية للقوات المتواجدة هناك"، واستطرد أن "العواصم الأوروبية تنظر بعين الشك لاتهامات واشنطن ضد إيران، مما يعيد للمشهد السياسي أحداث خليج تونكين (المفتعلة) عام 1964،" التي شكلت إيذاناً ببدء الحرب الأميركية على فييتنام.
سعت مؤسسة هاريتاج لسبر أغوار مناخ قرقعة السلاح بالنظر إلى عناصر "سياسة ترامب نحو إيران والتي تغذي تكهنات لامتناهية" لاستقراء نوايا شنه الحرب على الرغم "من خلو الأجواء من مؤشرات تفيد بأن الولايات المتحدة تنوي تصعيد الموقف الراهن مع إيران".
وأوضح أن الحقائق الميدانية تؤيد عدم نشوب حرب بما أن "قوة عسكرية قوامها ألف جندي ليست مؤهلة للغزو؛ كما أن القوات والموارد الأميركية الأخرى المتواجدة في المنطقة، لا سيما القوات البرية فإنها أصغر حجماً مما يتطلبه تحشيد القوى للقيام بعمل هجومي".
وخلص بالقول إن "القوات الأميركية الإضافية (1000 جندي) فمهمتها تأتي بالاتساق التام مع مهام توفير الحماية المطلوبة."
في سياق متصل، حثت مؤسسة هاريتاج الإدارة الأميركية على "قيادة تشكيل لبلورة رد عالمي على استفزازات إيران.. وينبغي تذكير الحلفاء بأنها تشكل التهديد الأشد ضراوة على المسرح النووي".
وأضاف أنه "يتعين على واشنطن ضبط طبيعة ردها على سقوط الطائرة المسيّرة والهجمات على ناقلات النفط بالتصويب على تحشيد الدعم الدولي للأزمة المقبلة الناجمة عن تصعيد إيران لجهودها بتخصيب اليورانيوم.. والتي أطلقت تهديدات إيران العدوانية ضد حرية الملاحة" الدولية.
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سلط الأضواء على بعد التقنية الالكترونية لا سيما وأن إيران "طورت قدراتها الالكترونية – السيبيرية بسرعة، ولا ترقى لمصاف المرتبة الأولى بين الدول الأخرى لكنها تسبق معظم الدول الأخرى في بعدي الاستراتيجية وتنظيم الحرب الإلكترونية.. وتتميز باهتمامها تسخير الطاقات الالكترونية كأداة من أدوات القوة القومية".
وأوضح أن أي هجوم الكتروني قد يشن على الولايات المتحدة لن يصنف بالصدفة أو عن طريق الخطأ "بل جزء عضوي من استراتيجية شاملة للمواجهة".
وأردف أن الهجوم الألكتروني الذي تعرضت له منشآتها النووية نتيجة قرصنة ببرنامج "ستكسنت" الخبيث "حفّز إيران على تطوير قدراتها الالكترونية.. بيد أن أشد من يخشاه قادتها مصدره مواطنوها وخطورة مخزون شبكة الانترنت بإطلاقها العنان لتحرك شبيه بالربيع العربي."
سعى معهد واشنطن لتوسيع مروحة مناخ التوتر مع إيران باستحضار الهجمات "مجهولة الهوية (يعتقد) أنها ميليشيا مدعومة من إيران" بالقرب من منشآت سكنية يقطنها مهندسون أميركيون ودوليون" يعملون في قطاع النفط في محافظة البصرة، مما أسفر عن تقليص واشنطن لطواقمها الديبلوماسية في "بغداد وإربيل.. وإغلاق القنصلية في البصرة".
وأضاف أن تلك "الضربات أتت في أعقاب صدور بيان إنذار شديد اللهجة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.. يحث الميليشيات العراقية" على الانكفاء عن شن عمليات عسكرية باستقلالية عن الجيش؛ كما تزامنت مع "الجهود الأميركية لإسداء المشورة لقيادة عمليات نينوى" لإخراج الميليشيات غير المحلية منها.
وطالب الحكومة الأميركية التروي "وألا تدع مثل تلك الحوادث أن تقوّض العلاقات الثنائية أو اتخاذ مزيد من إجراءات تخفيض الطواقم الديبلوماسية.. ودعم (عادل) عبد المهدي في جهوده لإخراج وضبط قادة الميليشيات في تلك المناطق."
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جولة الانتخابات الثانية في مدينة اسطنبول، 23 حزيران، والتي جرت "بإصرار من حزب العدالة والتنمية بغية ترجيح كفة نتائج الجولة الأولى لصالح مرشحها.. بيد أن الحزب تلقى صفعة مدوية وخسارته للأصوات في كافة دوائر اسطنبول الانتخابية، 39 دائرة، وتحقيق منافسه نسبة نجاح بفارق ينوف عن 800،000 صوت.. مقابل فارق بسيط بلغ 13،000 صوت المرة السابقة".
وأوضح أن كافة الأطراف تترقب ما ستؤول إليه النتائج الصادمة لإردوغان أن كانت "تشكل سقطة عابرة أم نذير سياق تاريخي عكسي.. وقلق إردوغان من تبلور مجموعة وازنة تعلن انشقاقها عن حزبه؛ وسيسعى بكل تأكيد لتقويض حظوظ الفائز في إدارة شؤون المدينة وعقب تشبيهه بغريمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".