بمحض الصدفة.. العثور على "أصغر كويكب حتى الآن" بالتلسكوب
اكتشف تلسكوب جيمس ويب (JWST)، بشكل غير متوقع، كويكبا صغيرا يبلغ طوله 100 إلى 200 متر، ما يجعله أصغر جسم اكتشفه التلسكوب الفضائي منذ إرساله إلى الفضاء في نهاية 2021.
ويشير علماء الفلك إلى أن هذا الكويكب قد يكون مثالا لجسم يبلغ طوله أقل من كيلومتر واحد داخل حزام الكويكبات الرئيسي الواقع بين المريخ والمشتري، وهناك حاجة إلى مزيد من الملاحظات لتوصيف أفضل لطبيعة هذا الجرم وخصائصه.
وتمكن الفريق من العثور على الكويكب عن طريق الصدفة باستخدام البيانات التي تم جمعها من أداة معايرة أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة (MIRI)، التي لم تكن تهدف أبدا إلى الكشف عن كويكبات جديدة.
وقال عالم الفلك في معهد ماكس بلانك للفيزياء خارج الأرض توماس مولر في بيان: "اكتشفنا - بشكل غير متوقع تماما - كويكبا صغيرا في ملاحظات معايرة MIRI المتاحة للجمهور. والقياسات هي بعض قياسات MIRI الأولى التي تستهدف مستوى مسير الشمس، ويشير عملنا إلى أنه سيتم اكتشاف العديد من الأشياء الجديدة باستخدام هذه الأداة".
ويقع حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري ويحتوي على ملايين الصخور الفضائية التي تشكلت من بقايا المواد من ولادة النظام الشمسي منذ أكثر من 4.5 مليار سنة. وتتراوح هذه الأجسام في الحجم من الكواكب القزمة مثل سيريس، الذي يبلغ عرضه نحو 1000 كم (620 ميلا) إلى شظايا أقل من 10 أمتار (33 قدما).
ونظرا لأنها "بقايا متحجرة" من مخلفات النظام الشمسي المبكر، يمكن أن توفر دراسة الكويكبات معلومات حيوية حول تكوين الكواكب مثل الأرض، خاصة وأن الكويكبات الأصغر التي تمت دراستها بتفصيل أقل من رفاقها الأكبر حجما في حزام الكويكبات نظرا لصعوبة مراقبتها.
وهذا يجعل اكتشاف كويكب صغير من قبل جيمس ويب واعدا بشكل خاص لأنه يشير إلى أنه في المستقبل سيكون علماء الفلك قادرين على دراسة الكويكبات التي يقل قطرها عن نصف ميل باستخدام التلسكوب.
وجمع جيمس ويب البيانات أثناء النظر إلى كويكب الحزام الرئيسي (10920) 1998 BC1، والذي اكتشف في عام 1998. واعتبر هذا الجهد التعاوني في الواقع فشلا من قبل الفريق، ويرجع ذلك أساسا إلى الجودة الرديئة الظاهرة في الصور، حيث لم يكن التلسكوب موجها بشكل صحيح، وكانت صور الهدف مشرقة جدا وساطعة.
وقرر الفريق أنه يمكن استخدام البيانات بدلا من ذلك لإنشاء واختبار طريقة جديدة لتحديد مدار الجسم وتقدير حجمه، وأجرى الفريق تحليلا كشف عن كويكب "القصف الضوئي".
وتمكن العلماء من تقدير حجم الكويكب، حيث كان يقع في المنطقة الداخلية من حزام الكويكبات الرئيسي، ووجدوا أن مداره منخفض الميل.
وأوضح مولر: "تظهر نتائجنا أنه حتى ملاحظات جيمس ويب الفاشلة يمكن أن تكون مفيدة علميا، إذا كانت لديك العقلية الصحيحة وقليلا من الحظ. يكمن اكتشافنا في حزام الكويكبات الرئيسي، لكن الحساسية المذهلة لجيمس ويب جعلت من الممكن رؤية هذا الجسم البالغ طوله 100 متر تقريبا على مسافة تزيد عن 100 مليون كيلومتر (أكثر من 62 مليون ميل)".
وسيعمل علماء الفلك الآن على تقييد مدار الجسم المكتشف حديثا باستخدام ملاحظات النجوم في الخلفية.
وخلص برايان هولر، عالم دعم جيمس ويب في معهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور: "هذه نتيجة رائعة تسلط الضوء على قدرات أداة MIRI على اكتشاف مصادفة لحجم لم يكن من الممكن اكتشافه من قبل لكويكب في الحزام الرئيسي. وعمليات تكرار هذه الملاحظات قيد الجدولة، ونتوقع وجود كويكبات جديدة في تلك الصور".