"حرب أهلية" في أمريكا تحاكي الاقتتال العراقي
استعرض موقع "مهمة & هدف" الأمريكي المتخصص بالأخبار العسكرية أن صالات السينما الأمريكية ستعرض في الربيع المقبل فيلما سينمائيا تحت عنوان "حرب أهلية" الذي يتناول تطور الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة لتتحول إلى اقتتال وعنف على غرار ما جرى في العراق.
وأشار الموقع الى الشريط الدعائي الجديد للفيلم وهو من إنتاج شركة "اي-24"، يقدم لمحة قاتمة عن المستقبل، حيث تصبح الولايات المتحدة منقسمة في ظل أسوأ صراع داخلي منذ العام 1865.
ولفت التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى أن الفيلم سيعرض خلال الربيع المقبل، أي قبل شهور من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المثيرة للجدل، مذكرا بأن أعمال الشغب التي جرت في الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني/يناير 2022، تظهر أن العنف هو احتمال حقيقي في هذا المناخ السياسي المثير للتعصب الحزبي.
لكن التقرير قال الفيلم لا يقدم نظرة معمقة في الدلالات السياسية للحرب الاهلية، كما انه لا يتضمن تأييدا للسياسات أو الخطاب الحالي لاي حزب سياسي أو مرشح.
وفي المقابل، قال التقرير إن السؤال فيما يتعلق بـ"حرب اهلية"، هم عما اذا كانت نفس القوى التي مزقت دولاً في الخارج مثل العراق وسوريا واليمن، قد تتسبب بتدمير الولايات المتحدة أيضا؟
وبحسب التقرير، فإن الشريط الترويجي يشير إلى أن "حرب أهلية" يتحدث عن أن 19 ولاية انفصلت عن النظام الاتحادي. وتابع التقرير ان اي شخص من الجنود الأمريكيين الذين عايشوا التطهير العرقي في العراق في العام 2006 عندما تفكك ذلك البلد على أسس طائفية، يدرك تماما كيف يبدو الطلاق الوطني الحقيقي.
ويتضمن الفيلم قيام تعاون بين ولايتي كاليفورنيا وتكساس لتشكيل اتحاد كونفدرالي، وهو من نقاط الحبكة الرئيسية للفيلم، مشيرا إلى أن هاتين الولايتين متعارضتان لدرجة أن فكرة تشكيل روسيا وأوكرانيا لتحالف بينهما، قابلة للتحقق أكثر فكرة اتفاق كاليفورنيا وتكساس على أي شيء.
ولفت التقرير الى ان "حرب اهلية" يصور مستقبلا بائسا، ولكن ليس من الواضح في الشريط الترويجي ما إذا كان الجيش الأمريكي قد انقسم بين الحكومة الاتحادية وبين قوات المتمردين.
ويتضمن الفيلم مشاهدات لاستخدام طائرات "شينوك -47" ودبابات "ابرامز ام 1"، إلا أنه ليس واضحا ما إذا كانت هذه القوات تقوم بالدفاع عن العاصمة واشنطن، أم أنها تشن غارات عليها.
وتابع التقرير أنه برغم فكرة ان الانقسام العسكري الامريكي هي مسألة مبالغ فيها الى حد ما، الا انه اشار الى ان الامريكيين تعلموا خلال تطبيق برنامج التطعيم الإلزامي ضد فيروس كورونا والذي طبقه الجيش الامريكي، بالاضافة الى الانسحاب العسكري الامريكي من افغانستان، انه من الممكن ان يكون هناك عدد كبير من الضباط الميدانيين ممن سيكون على استعداد لتحدي تسلسل قياداتهم إذا اعتبروا أن ذلك ضرورياً.
وأضاف ان الشريط الترويجي لا يكشف ايضا من هم "الأخيار" في فيلم "حرب أهلية"، لكن الفيلم يتضمن اشارة الى ان الرئيس الامريكي يكون في ولايته الثالثة، ما يعني ان هناك تخطي للدستور، كما ان هناك مشاهد تشير الى أن الرئيس يأمر الجيش بشن غارات على مواطنين امريكيين، وهي مسألة توحي بأنها ليس صادر عن زعيم من "الأخيار".
وذكر التقرير أنه بينما قد يكون من المثير للقلق التفكير في المستقبل الذي يتم فيه الطلب من الجيش الأمريكي إسقاط قنابل على المواطنين الأمريكيين، الا أن التاريخ حافل بأمثلة لقيام القوات المسلحة الوطنية الموالية التي تنقلب ضد مواطنيها تحت ذريعة القانون والنظام.
وفي الشريط الدعائي يظهر رجل بزي عسكري ومسلح، وهو يسأل مواطنين "أي نوع من الأمريكيين انتم؟". ويقول التقرير إن هذا المشهد مثير للقلق لأنه يثير نفس الأطروحة التي دمرت سوريا والعراق وهو ما يمكن أن يتكرر في الولايات المتحدة نفسها.
ولفت التقرير إلى أن شخصية الممثلة كيرستن دونست تؤكد على هذه المسألة، وهي تؤدي دور مصورة صحفية، وتفكر حول كيف أن الولايات المتحدة لم تتعلم من الحروب في الخارج، مضيفة أنه "في كل مرة نجوت فيها من منطقة حرب، اعتقدت أنني أرسل تحذيرا إلى الوطن: لا تفعل هذا.. لكن ها نحن هنا." كما ختم التقرير بالإشارة إلى أنه كان هناك دولة اسمها يوغوسلافيا، ولم تعد موجودة، وهو شيء جرى هناك، ويمكن أن يتكرر في أمريكا.
ترجمة: وكالة شفق نيوز