تقرير أمريكي يتحدث عن هجومي العراق وسوريا الأخيرين: وقف الهدنة ام نهج جديد؟
تساءل "معهد واشنطن" الأمريكي عما إذا كان الهجومان اللذان استهدفا قاعدتين للقوات الامريكية في عين الأسد والحسكة السورية، ويعتقد أن فصائل عراقية نفذتهما، يمثلان نهاية لوقف إطلاق النار غير الرسمي القائم منذ نحو شهرين، مرجحا انهما يعكسان نهجا جديدا من جانب قوة القدس والفصائل العراقية.
وذكر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إن الميليشيات المدعومة من إيران اظهرت "انضباطا صارما" حتى الآن، ولم تعلن مسؤوليتها عن أي من الهجومين على قاعدة خراب الجير في الحسكة في سوريا أو قاعدة الأسد الجوية في العراق، مشيرا إلى أن الجهود كانت بذلت من أجل تجنب الانتقام الأمريكي مع تأكيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استمراره بالضغط من أجل تحقيق الانسحاب الأمريكي.
ولفت التقرير إلى أن الهجوم على قاعدتي خربا الجير وعين الاسد، بحسب التقارير الصحفية والمسؤولين الامريكيين، يشير الى استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة ضد هذه القواعد الامريكية في العراق وسوريا وذلك للمرة الاولى منذ 4 فبراير/شباط العام 2024.
وبعدما لفت التقرير إلى أن الهجمات السابقة على خراب الجير كانت تنسب عادة الى حركة النجباء، وان الهجوم على عين الأسد ربما يكون قد تم من نقطة معينة في العراق او سوريا، الا ان الهجمات سابقا على هذه القاعدة في الانبار، كان ينسب عادة الى كتائب حزب الله.
وبعدما تساءل التقرير عما اذا كان وقف إطلاق النار قد انتهى، قال إن القنوات التابعة للميليشيات على "تيلجرام" أعربت خلال الأيام القليلة الماضية عن إحباطها المتزايد إزاء قوات التحالف، وتحديدا فيما تعتبره تأخيرا في انسحابها ودور الولايات المتحدة والتحالف في مساندة إسرائيل ضد إيران، وهو ما يشير في الظاهر الى تراجع القبول باستمرار وقف إطلاق النار.
وبحسب التقرير، فإن الهجومين كانا عملا منسقا من قبل حركة النجباء وكتائب حزب الله، بموافقة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للتعبير عن اشارة عدم الرضا إزاء رئيس الحكومة السوداني خلال عودته الى بغداد من واشنطن، ومن أجل تذكيره بمن يحكم العراق، وحثه على الضغط على قوات التحالف من أجل تحديد جدول زمني محدد للانسحاب.
واعتبر التقرير ان هناك ادلة على التنسيق الذي جرى، بما يعكس انخراط قوة القدس في المجال العملياتي من خلال النجباء والكتائب، والانخراط أيضا في المجال الالكتروني من خلال "الانضباط في الرسالة" الموجهة، مضيفا ايضا انه جرى تنفيذ الهجومين بحرص حتى لا يتسببا في إيقاع خسائر في صفوف القوات الامريكية، كما لم يتم الاعلان عن المسؤولية عن الهجومين، بل ان كتائب حزب الله حرصت على إنكار تورطها، مشيرا الى انه جرى بذل جهود لتجنب التصعيد الذي قد يعرض كتائب حزب الله وايران للخطر.
ورأى التقرير ان سلوك "المقاومة" اعلاميا فيما يتعلق بهذين الهجومين ربما يشير الى وجود نهج جديد تم اعتماده عبر الشبكات، بما في ذلك شبكتي كتائب حزب الله والنجباء، والذي يعكس غالبا التنسيق من قبل فيلق القدس.
ولفت التقرير إلى أنه ربما تقوم الجماعات المسلحة بعملية اختبار لعزيمة الولايات المتحدة، وإنما بطريقة تجعل من السهل على الولايات المتحدة أن تتجاهلها، موضحا ان ذلك يتم من خلال هجمات محدودة لا ترقى الى حد المساس بعتبة الانتقام الامريكية، والتي لا يتم التباهي احتفالا بها من جانب قنوات المقاومة الرئيسية، وتمنح في الوقت نفسه لإيران والنجباء وكتائب حزب الله، القدرة على إنكار مسؤوليتها بالكامل على حساب الاعتبارات الاخرى، ويجعل من الصعب على واشنطن ان تنسب مثل هذه الهجمات الى ميليشيات محددة.
ترجمة: شفق نيوز