#العراق #روسيا #الصهيوني #مروحية #سيد علي خامنئي
موقع سكاي العراق

موقع سكاي العراق اليوم 20 خبر

منذ أسبوع

"البتاوين" قلب بغداد التاريخيّ.. ما حقيقتها؟

البتاوين هي أحد مناطق العاصمة العراقية بغداد وتقع في الجانب الشرقي منها، وكانت من الأحياء التي تسكنها طوائف متعددة من اهمها الطائفة المسيحية وكذلك الطائفة اليهودية التي كانت تسكن قرب معبدهم المعروف بكنيس مئير طويق، إضافة إلى المسلمين، وبعد عام 1950م، عندما اضطرت حكومة نوري السعيد، إلى إصدار قانون إسقاط الجنسية عن يهود العراق والسماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل بالطائرات عن طريق قبرص.

وهاجر آلاف اليهود مضطرين، فاصبحت أغلب بيوتهم خالية، وبعد عام 2003م، بدأت عمليات التهجير الطائفي والعرقي فشمل المناطق التي يسكنها الغجر، فلذلك تتميز بكثرة العوائل الغجرية المهجرة فيها. وللبتاوين تاريخها العريق، حيث تبدأ من الاورفلية حتى نهاية شارع الزعيم عبد الكريم يسكنها أغلب الناس من الطبقات الفقيرة من المسيحين بالدرجة الأولى وكذلك المسلمين يوجد في وسطها شارع يسمى شارع تونس وإلى جانبه محلات الالمنيوم والديكور وأغلب سكان منطقة الاورفلية من العوائل السودانية والمصرية التي استقرت منذ ثمانينيات القرن العشرين.

وفيها محلات البقالة ومخازن المشروبات الكحولية، وسوق الفاكهة وآخر للخضراوات، ومحلات بيع اللحوم والمطاعم كمطعم أبو يونان ومطعم تاجران وغيرها، وعيادات الأطباء وبمختلف الاختصاصات إضافة إلى الصيدليات. وهناك في ازقتها عدد من المقاهي الشعبية، كما تتميز بكثرة الفنادق وبمختلف الدرجات، نشأت منطقة البتاوين من محلّة قديمة كان يقال لها بستان الخس، وكانت حيئنذٍ خارج حدود مدينة بغداد، جنوبَ بابها الشرقي.

وساهمت تغطيات إعلامية، يصفها أبناء منطقة البتاويين بأنها غير منصفة، حيث ان تصريحات أمنية مبالغ فيها بحسب وصفهم حول "أنواع الجريمة ومستوياتها"، والسمعة السيئة لهذا الحي العريق. وتداول البعض أوصافا للحي تشبه عناوين الروايات البوليسية، مثل "العالم السفلي، معقل الجريمة، قاع المدينة، مدينة الممنوعات... إلخ".

وفي نيسان الماضي، انطلقت حملة أمنية وخَدَمية في البتاوين، اعتقلت أثناءها السلطات أكثر من 300 شخص، وأزالت تجاوزات عن الأرصفة ونظفت الشوارع، بحسب البيانات الرسمية. ويصف الصحفي العراقي، محمود الحسناوي، بحسب الحرة، منطقة البتّاوين بأنها "الداون تاون الحقيقية لبغداد"، فهي تنقسم لشقين هما البتاوين الأولى والبتاوين الثانية، ويفصل بينهما شارع "تونس" وساحة "النصر". وكان ‏أغلب سكان "الأولى" وهي الأقرب جغرافيا لمنطقة "الباب الشرقي" و"ساحة التحرير"، سودانيون ومصريون، أقاموا ‏في بغداد خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولا يزال كثيرون منهم يعيشون في الحي.

المنطقة الثانية هي الأقرب لـ"ساحة الفردوس" و"ساحة كهرمانة"، ويضيف الحسناوي، ان "سكانها خليطا من العراقيين المسيحيين والمسلمين واليهود، إلا أن أغلبهم رحل عنها طوعا أو قسرا في منتصف القرن العشرين، فيما قُتل كثير من المصريين والسودانيين في الحرب الطائفية بين عامي(2006-2008).

ومن بقي في الحي مِن المسيحيين، منعتهم ظروفهم الماديّة من المغادرة، رغم أنهم يواجهون مشكلة في ترميم وإصلاح منازلهم، بسبب القيود القانونية على المباني التراثية. وسبب تسميتها بـ"البتاوين" فيعود للمزارعين الذين نزحوا من قرية "بت" الواقعة في ناحية النهروان شمالي محافظة ديالى، وأقاموا في الحي منذ بداية القرن التاسع عشر، كما يُطلق عليه أيضاً "كرّادة البتاويين"، وفق ما ذكر عماد عبد السلام رؤوف في كتابه "معالم بغداد في القرون المتأخرة".

ويتميز الحي في كونه مسكناً ومكان عمل لكثير من العراقيين الذين تعود أصولهم لمحافظات أخرى، وذوي خلفيات دينية وقومية وطائفية متنوعة، حتى أن هناك جنسيات غير عراقية تسكنه.