#الأمن #سيد علي خامنئي #الصهيوني #سوريا #مجلس النواب
موقع الميادين

موقع الميادين

منذ 5 سنوات

ما مصير العملات المشفرة عند ظهور "ليبرا"؟

نحن أمام إشكالية جديدة تضع المستخدمين أمام الحيرة في المفاضلة ما بين خصوصيتهم وحماية بياناتهم من جهة وما بين الشعور بالأمان للإنتماء إلى نموذج إقتصادي معولم!.

معظم التوقعات التي تزامنت مع الإعلان عن عملة "فايسبوك" الجديدة، رجحّت إنخفاض قيمة "بيتكوين" وأخواتها لاعتبارات تبدو منطقية للوهلة الأولى، لكن أسواق هذه العملات شهدت إرتفاعًا على العموم فور البدء بتداول خبر قرب صدور "ليبرا".

ويعزو العديد من الخبراء هذا الإرتفاع إلى أن إعتماد "فايسبوك" على تقنية "بلوكتشين"، التي تقوم عليها العملات المشفرّة، أدى إلى تعزيز الثقة بالتقنية وبالتالي إرتفاع المشاريع القائمة عليها.

غير أن التفاؤل بمصير هذه العملات لا يزال سابقًا لأوانه، لأن قوة مشروع "فايسبوك" الرئيسي تكمن في حيازتها إلى جانب "غوغل" على أكثر من ثمانين في المئة من سوق الإعلانات الرقمية في العالم. وبالتالي فإن تقييم المنافسة للعملة الجديدة لا يزال ينتظر الخدمات التي يمكن أن تقدمها، علمًا أن السياق الزمني المعهود لدى "فايسبوك"، والشركات العملاقة العابرة للحدود، يفيد أنها تلجأ إلى استخدام استراتيجية ثلاثية المراحل عند استشعار أي منافسة فتحاول أولًا إحتضان الخدمة التي تقدمها الشركات الناشئة التي ترى فيها تهديدا ثم تعزز هذه الخدمة في منصتها قبل أن تقوم بتوجيه الضربة الأخيرة للشركة المنافسة وتُخرجها من ميدان السباق.

التقدير الأوّلي أن إعتماد هذه الاستراتيجية في مواجهة بقية العملات المشفرة لن يكون قابلًا للتنفيذ دفعةً واحدة، لكن عملة "فايسبوك" تمتلك خاصية متقدمة في ارتباطها بالدولار الأميركي، وبالتالي حفاظها على قيمتها على عكس بقية العملات المشفرة التي تشهد قيمتها صعودا وهبوطا حادين. هذه الخاصيّة ستجلب الكثيرين الذين يفضلون عدم المخاطرة في خسارة رصيدهم نتيجة تقلبات سوق العملات المشفرة. لكن الخاصية نفسها التي تتقدم بها عملة "فايسبوك" على بقية العملات هي بحد ذاتها سيف ذو حديّن، فتقنية "بلوكتشين" قد نشأت للتهرب من سلطة جهة واحدة باعتبارها نظامًا غير مركزي. أما عملة فايسبوك فهي بالكامل تابعة لسيطرة الشركة التي يديرها في النهاية شخص واحد على علاقة تعاون مع السلطات الأميركية. وبما أن العملة ستكون مرتبطة بشكل مباشر بقيمة الدولار الأميركي فهذا يعني أن السلطات الأميركية تسيطر بالفعل على ما تشاء من آليات العملة الجديدة وهي قادرة على اختراق أي جزء من عمليات التداول بها بذريعة مكافحة غسيل الأموال والنشاطات غير القانونية.

نحن إذاً أمام إشكالية جديدة تضع المستخدمين أمام الحيرة في المفاضلة ما بين خصوصيتهم وحماية بياناتهم من جهة وما بين الشعور بالأمان للإنتماء إلى نموذج إقتصادي معولم!.

فهل تنجح "فايسبوك" كعادتها في إطفاء خصومها أم أنها هذه المرة ستكون أمام تحدّ غير مسبوق مع رغبة الكثيرين في التفلت من الرقابة والسلطة، وبالتالي إعطاءهم حافزاً إضافياً لاستخدام العملات المشفرة بدل عملة فايسبوك المرتقبة؟.

يبقى الأكيد أن "البلوكتشين" كتقنية لا تزال تحافظ على أهميتها، بغض النظر عن قيمة العملات الرقمية المشفرة، وهي بالتأكيد ستحظى بإهتمام عالمي أكبر بعد لجوء الشبكة الإجتماعية الأكبر لاستخدامها في خدماتها. وهذا عامل آخر يزيد من صعوبة التنبؤ بالمستقبل القريب.