(واع) تنفرد بنشرها.. كيف اخترقت خلية الصقور غلاف أخطر قيادات داعش

أمن
  • 31-10-2023, 14:35
+A -A

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد – واع – سعد السماك

كشفت خلية الصقور الاستخبارية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل عمليات اختراقها أخطر قيادات داعش والتي احبطت الكثير من التفجيرات الانتحارية التي كادت تستهدف المدنيين والقوات الامنية خلال العام 2014، فيما اشارت الى ان لديها العديد من الأسماء الرمزية للمصادر من داخل العصابات الارهابية.

اختراق الغلاف الامني لعصابات داعش

وحصل اول اختراق لجدار غلاف قيادات العصابات الارهابية من خلال تجنيد مقربين من أبو ناصر مسؤول ولاية الجنوب ومفارز خاصة تعمل على استهداف المحافظات الجنوبية (ذي قار، ميسان، البصرة، واسط).

ويروي رئيس خلية الصقور سابقا ورئيس جهاز الامن الوطني حاليا أبو علي عبد الكريم البصري لوكالة الانباء العراقية (واع)، إن "اول خط لأمن العدو على مستوى قيادات الصف الأول في "داعش" اختُرق عام 2014، بعد أكثر من عشر سنوات من استهداف بغداد والمحافظات الأخرى بمئات المفخخات والعمليات الانتحارية مجهولة المعلومات ستكون هذه المواجهة دليل على نجاح الخلية في الاختراق للغلاف الأمني للتنظيم الإرهابي وتؤسس لمرحلة جديدة لخداع التنظيم بالسيطرة على عملياته الإرهابية المخطط لها من قبل الخلية".

رسالة المصدر

واوضح، أنه "في تلك الاثناء ووسط صمت مطبق وصلت رسالة من مصدر موثوق بالساعة الثامنة صباحا في الثاني من شباط 2014 بان عجلتين مفخختين انطلقتا من مدينة الفلوجة الى محافظة البصرة، حيث الوقت يداهمنا ولابد من اتخاذنا القرار العاجل والدقيق لإيقاف اول هجوم إرهابي تحت المراقبة برغم من ضبابية المعلومة مهما يكلفنا من تضحيات، ليس لأنه اول عمل مخترق، وانما لأن المنطقة المستهدفة سوق شعبي مكتظ بالسكان".

وأضاف ان "الأفكار متشابكة والاحداث متسارعة وما زلنا في بغداد رغم مرور 25 دقيقة على تسلم المعلومة من مصدرنا الموثوق، ولا نمتلك أي تفاصيل عن نوع ولون العجلتين"، مبينا انه "في الساعة 11 من اليوم ذاته حصلنا على المعلومة والشفرة التي تمكنا من خلالها تفكيك سير طريق للعجلتين ومكان وجودهما وسلاحنا الوحيد للمتابعة والتقصي في العملية بدون دماء شفرة تتدلل في فضاءات تقلقنا كل ثانية وتربك عملنا مما زاد من مخاوفنا".

وتابع: "توصلنا من خلال العمل الخارق الى ان احدى العجلتين توجهت نحو طريق الناصرية السريع في منطقة البطحة وباتت على بعد 200 كم من سيطرة السدرة ولا اثر للعجلة الثانية، حيث يفصلنا عن موعد حلول الغروب اقل من ثلاث ساعات"، موضحا ان "عبور العجلتين سيطرة الرميلة شمال البصرة 100كم تعني تفجيرات مروعة ودماء بريئة ستنزف بالمنطقة المستهدفة في سوق الجمهورية الشعبي". 

الاستعداد لعملية أمنية

وذكر: "استوضحت في اتصال هاتفي عن موقف الخلية واستعداها، حيث جرى ابلاغي على أنهم على اتم الاستعداد وبانتظار القرار"، لافتا الى انه "بعد التواصل وجهت بالاستعداد والتحضيرات الفنية والقتالية والذهاب الى البصرة".

وذكر البصري: "كان الوقت يداهمنا والحل الأمثل يكمن في استخدام طائرة عسكرية لنقل الفريق الفني والقتالي الى مطار البصرة وخلال دقائق وصل التبليغ الى الطائرة التي كانت متواجدة مهبط الحسين على بعد 500 متر بانتظار القوة مع تعليمات صارمة".

وبين البصري ان "الاحداث تجري بسرعة جنونية ما بين قاتل إرهابي وقوة لإنقاذ الأبرياء في البصرة، حيث بعد اقل من ساعة هبطت الطائرة في مطار البصرة اضطراريا وكانت القوة بانتظار عجلتين تابعتين لخلية البصرة، حيث ان الفريق يحتاج الى 30 دقيقة للوصول الى سيطرة الرميلة، الا انه في تلك الاثناء صدرت الأوامر لتشكيل فريقين فنيين مكونين من 3 اشخاص يحمل كل فريق جهازا تقنيا للمراقبة".

واشار الى انه "اثناء توجه فريق خلية الصقور نحو الموقع المحدد في سيطرة الرميلة لاعتراض العجلتين، واكتشف فريق تحديث خط المراقبة بان هناك شخصا آخر يتواصل مع الإرهابي الأول، وان الإرهابي الثاني المطلوب تم اصطياده، فباتت العجلتان تحت المراقبة الفنية، حيث خرجت الأولى من البطحاء والثانية ما زالت بالمدينة، وبعد فترة قصيرة التقط الفريق معلومة بان خط سير العجلتين اصبح في مكان واحد".

وأكد: "اننا حققنا الخطوة الأهم وهو الوقت الإضافي للتحرك السلس المنظم نحو سيطرة السدرة قبل وقت الغروب (ساحة المواجهة مع الدواعش وجها لوجه)".

ويصف البصري الأوضاع المتشابكة على الطريق السريع مقطع البصرة بانه صراع مع الوقت يمضي بأسرع من العجلات المفخخة على الطريق السريع، مضيفا انه "تم ابلاغنا بضرورة ان يكون تحركنا على شكل مجموعات استطلاعية فنية محترفة للرصد والمتابعة وأخرى للمواجهة والاعتقال".

مطاردة العجلتين المفخختين

وطارد رئيس فريق الاصطياد المقدم "المخلب" العجلتين، حيث اتخذت الوحدة الاستطلاعية الأولى مكانا لها على بعد 3 كم شمال سيطرة الرميلة فيما انتشرت قوة قتالية فنية داخل السيطرة، فيما اتخذت قوة أخرى مكانا لها جنوب السيطرة لقطع الطريق على العجلات الأخرى حال دخول العجلتين المفخختين منطقة القتل.

 وأضاف المقدم المخلب ان "المفخختين مجهولتي المواصفات باتتا   بين قوسين او ادنى من سيطرة الرميلة، بالمقابل فريق خلية الصقور ومجموعاته الفنية والقتالية في المكان المعين لاعتراض المفخختين"، موضحا ان "أي خطأ في حساب التوقيتات والرصد الفني يولد كارثة ونزف دماء للأبرياء، سواء في داخل السيطرة او المكان المستهدف".

ولفت الى ان "العجلتين تأخرتا، وتبين فيما بعد انهما توقفتا في محطة للتزود بالوقود، واثناء ذلك وبعد دقائق معدودة مرت العجلة الأولى وتبعتها العجلة الثانية، وتم قطع طريق السير شمال وجنوب السيطرة"، موضحا انه "خلال اقل من دقيقة أصبحت العجلتان في دائرة المراقبة والتشخيص فالعجلة الأولى يقودها رجل يرتدي الزي الفراتي، وتبين لاحقا انه من أهالي البصرة، الإرهابي سلطان مهدي مع صوت اناشيد وعلبة سجائر للتغطية، بينما العجلة الثانية    سائقها الإرهابي محمد عبد الله    ويغطي وأسه قطعة قماش خضراء توحي بانها "علق" للتيمم بالأضرحة المقدسة وللتمويه مثلما يعتقد الارهابيون انها وسيلة من الممكن ان تنطلي على رجال الأجهزة الأمنية".

عملية استباقية نادرة

 واوضح انه "في عملية استباقية نادرة لتفادي أي خطأ في التصرف يثير شكوك الارهابيين تمت السيطرة واعتقالهما خلال ثواني معدودة لتنهي اخطر عملية إرهابية في مهدها وتفكيك العجلتين من قبل فريق من ضباط مخابرات البصرة في موقع آمن قريبا من السيطرة"، موضحا ان "اعترافات الارهابيين توالت لتفتح طريقا سريعا قاد الى احباط عمليات لاحقة بالحصول على معلومات قادت الى اعتراض عدد كبير من تلك العمليات الإرهابية، الأمر الذي وضع خلية الصقور الاستخبارية امام تحد امني تاريخي وانها نجحت في الحصول على مصدر إرهابي والتسلل لجدار غلاف قيادات التنظيم الإرهابي وان لدى خلية الصقور العديد من الأسماء الرمزية للمصادر من داخل التنظيم الإرهابي ومن المجندين المنتسبين لخلية الصقور، وكان ابرزهم الشهيد النقيب حارث السوداني".

وتعكس هذه الطرق مجتمعة علامة مميزة للعمل الاستخباراتي العراقي الذي لا يعتمد فقط على تجنيد العملاء المؤثرين للحصول على معلومات مباشرة وحساسة، بقدر ما يعتمد على إغراق دوائر ومكافحة التجسس لدى عصابات داعش بالمئات من عمليات التجسس صغيرة النطاق التي يبدو الكثير منها غير ذي قيمة، فيما يكمن المنتج الصقري النهائي غالبا في مجموع ما يتم استخلاصه من تلك العمليات البطيئة والمعقدة، والتي تعكس السمات البشرية التقليدية للدواعش المشتهرين بالإرهاب والقتل.